في الأربعين من عمري توقفت عن النمو هكذا فجأة توقفت بينما هناك من يسحب الأرض تحت قدمي أنا متوقف الآن في ساحة الأندلس والعصافير تنقر على رأسي مثل تمثال وحيد يطفو في المجرات البعيدة..
رواية زوربا اليوناني من أهم أعمال نيكوس كازانتزاكيس وهي رحلة فلسفية فيها الكثير من الحكمة في حبكتها المتقنة. في الرواية الكثير من الأسئلة العميقة التي تجبرك على التفكير. زوربا إنسان من النوع الواعي على الرغم من جهله كان يعرف كيف تكون الحياة بين يديه... لم يكن زوربا شهوانياً، غارقاً في المتعة إلى أذنيه فقط، بل كان يوظف كل ذلك في الدفاع عن المستضعفين والأرامل، ويتخذ حبه للحياة مطيَّةً للصبر على المكاره، ودرعاً واقياً لامتصاص الصدمات.
كتبت رواية المقامر في فترة لم تتجاوز الثلاثة أسابيع، كي تُسلّم في الموعد المحدد للناشر. رواية تُضيء على جوانب مهمة من شخصية الكاتب نفسه، فهو كان تماماً مثل بطل الرواية مقامراً حدّ الإدمان، وقد خسر مبالغ طائلة على طاولات القمار في ألمانيا وفرنسا وسويسرا... ولم يتمكن من التخلص من هذه الآفة إلا بعد سنوات طويلة، ولقد توقف نهائياً عام ١٨٧١.
تتطرق الجريمة والعقاب لمشكلة حيوية معاصرة ألا وهي الجريمة وعلاقتها بالمشاكل الاجتماعية والأخلاقية للواقع، وهي المشكلة التي اجتذبت اهتمام دستويفسكي في الفترة التي قضاها هو نفسه في أحد المعتقلات حيث اعتقل بتهمة سياسية، وعاش بين المسجونين وتعرف على حياتهم وظروفهم.