في البلدان المتقدمة، لم يعد دعم ورعاية النشاطات الثقافية مختصراً على المؤسسات المتخصصة بل تجاوز ذلك إلى غيرها من الوزارات الاقتصادية والمالية والبنوك ومنظمات المجتمع المدني، وحيث أننا نؤمن بأن الثقافة هي ملك للمجتمع وهي ثروته الحقيقية التي يباهي بها المجتمعات الأخرى ويفخر بها ويصنع عبرها مستقبلاً أفضل
إن البحث الذي بين يديك يتضمن سلسلة من أحد عشر فصلاً مزوداً بملحقات أربع، وبملخص مقتضب لشرح أفكاره، وهو بحد ذاته بعد مدخلاً لما قد يُسمّى يوما ما " نظرية ما وراء البعد الرابع
في التنومة شاهدت كيف يُقص سعف النخلة وتجمع عتوق التمر وتزرع الفسائل. كنت أقف مشدوهة أراقب "الصاعود وهو يتسلق النخلة ليقطف عتق التمر أو يقطع السعف "يكربها" كما يقال في عالم النخيل وأرى كيف تصنع السلال والحصر والمكانس من خوص النخيل وتتم الاستفادة من كل ما يتساقط عنها.
يبدو لنا ونحن نناقش الرواية والفلم .. ان المراحل التي قطعتها الرواية في تأريخها . مقدر للفلم ان يعيدها مرة اخرى ولكن هذه المرة عبر لغة جديدة واساليب جديدة . غير ما الفت الرواية وكان لابد للسينما وهي : تنشأ فناً شعبياً لا يجد صدى الا على هامش مدى الالعاب والسيرك وزوايا الازقة الشعبية والقاعات الخلفية في الحانات وعلى نحو يشبه صندوق الدنيا» عندنا ان تأخذ خلال سنوات عديدة مستوى حضارياً وثقافياً ام يسبق له مثيل فهي تعامل بوصفها نبعاً للحكايات عند (فليني) ودراسة وجودية اليمة عند (برجمان) وتعبيراً غنائياً عند (برتو لوتشي) ومجموعة اخبار تأريخية في نظر (روزى)، وسلاماً سياسياً عند (جافي اس) وتنقيباً في الذاكرة وامكانات اللغة عند (الان رينيه).. ولم تتوقف عند هذا وانما تعد ايضاً اداة تعليمية تستخدم في الجامعات والمعامل. ولا يستطيع احد ان يجادل في المكانة التي تحتلها السينما، او في وظائفها في مجالات الفن والثقافة المعاصريين».
الفن اليوم طروحات غريبة.. تركيبات من بقايا الاشياء من مواد مرسلة فن الأجساد تتحرك.. أفلام فيديو تشاهد مرة واحدة. شغب لاحدود له.. هذا الكتاب يحاول قراءة الظاهرة من جوانبها التاريخية والفلسفية والنقدية وهو واحد من سلسلة كتب مشتركة تسعى الى كشف المسكوت عنه في تبدل الذوق الجمالي والتحولات الكبرى في مفهوم الفن واساليبه.