حاولنا في فصول كتابنا الثلاثة والعشرين تحليل طبيعة المجتمع العراقي من الناحية الديموغرافية ليس بصفة متخصصين في هذا المجال بل بمقدار ما له علاقة في بناء الجيش. اهتمت الفصول الأربعة الأولى بأوضاع الجيش في المرحلة الملكية، وتأثير البريطانيين بمصالحهم في الهيكل العام للجيش، وما ولدته احداث نيسان العام ١٩٤١ من تأثيرات مدمرة على بنائه في المراحل اللاحقة في الفصلين الخامس والسادس جرت متابعة التطورات التي رافقت الجمهورية الأولى، والمتغيرات في ظلّ جمهورية البعث الأولى، ومِنْ ثَمَّ في أثناء حكم الاخوين عارف، وأوضاع ما بعد عودة البعث بجمهوريته الثانية، وتأثيرها في تكوين الجيش. في حين ركزنا في الفصول السابع والثامن والتاسع والعاشر على مغامرات البعث وانعكاساتها على بنية الجيش في الفصلين الحادي عشر والثاني عشر تناولنا بناء الجيش الجديد الذي شوهته المحاصصة. الفصول من الثالث عشر إلى الحادي والعشرين كانت سرداً تفصيلياً لتأثيرات الإرهاب في بناء الجيش، ودور التنوع الديموغرافي في تغيير خارطة الولاء داخل المؤسسة العسكرية، وما لسقوط الموصل من تداعيات. في الفصل ما قبل الأخير حاولنا إضاءة دور الاكراد في تاريخ الجيش بمرحلتيه الأولى والثانية. في الفصل الأخير تناولنا قانون التجنيد الإجباري وأثره في بناء الجيش العراقي. ختاماً هذا الكتاب هو محاولة أولى لقراءة صفحات الجيش العراقي بعيداً عن سر البطولات، أو المأثر، أو الإخفاقات. سرد السبعة والثلاثون عاماً التي قضيتها جندياً في الجيش العراقي، وأثقلت حياتي بالهموم، قد تكون وراء الجرح الذي أصاب حياديتي في تناول موضوعات هذا الكتاب.