مع الاقرار بان هذا النمط من التوثيق لا يمثل الأحداث بوصفها حقائق تاريخية بقدر توثيقه لرؤية خاصة عن هذه الاحداث، فإن ذلك اجراء يصب في الهدف الأهم وهو منح المستقبل اسباباً لقراءة صورة تقريبية عما شهده العراق في هذه الحقبة الحساسة. لذا فإن التوثيق يصب في المحصلة في حماية الذاكرة، ومقاومة التشويه المفاهيمي الذي تعرضت له أجيال ما بعد 2003، التي وجدت نفسها في عراء ثقافي واجتماعي مرعب يستهدف في الاساس زعزعة ايمانها بذاتها وتاريخها، ويمنعها من تكوين رؤية لما يجب ان تكون عليه في المستقبل. بالاساس يمكن القول ان حرب الذاكرة الهوية الذي تتعرض لها اجيال من العراقيين، هي في الاساس حرب على المستقبل، وان التمسك بالذاكرة وحمايتها يمثل بمعنى من المعاني تمسكاً بصناعة مستقبل راسخ ومشدود لماضي بمسراته واوجاعه.