الغاية الأساسية للعولمة تركيب عالم متجانس تحل فيه وحدة القيم، والتصورات، والرؤى، والأهداف محلّ التشتت والتمزّق والفرقة، وتضارب الأنساق الثقافية، وبهذا اختزلت العالم إلى مفهوم بدل أن تتعامل معه بوصفه تشكيلاً متنوعًا من القوى، والإرادات والانتماءات، والثقافات والتطلعات، فوحدة لا تقر بالتنوع، وتعترف به اعترافًا كاملا، ستؤدّي إلى تفجير نزعات التعصب المغلقة، وتبعث الأصوليات العنيفة. إن بسط نموذج ثقافي بالقوّة لا يؤدّي إلى حلّ مشكلات الهوية؛ إِنَّما يتسبب في ظهور أيديولوجيات متطرفة تدفع بمفاهيم نقاء الأصل.